٥٢وأن لا يفرطوا في إظهار العداوة مع الرسول صلى اللّه عليه وسلم فقال: {قل أرءيتم إن كان من عند اللّه ثم كفرتم به من أضل ممن هو فى شقاق بعيد} وتقرير هذا الكلام أنكم كلم مسعتم هذا القرآن أعرضتم عنه وما تأملتم فيه وبالغتم في النفرة عنه حتى قلتم {قلوبنا فى أكنة مما تدعونا إليه وفى ءاذاننا وقر} (فصلت: ٥) ثم من المعلوم بالضرورة أنه ليس العلم بكون القرآن باطلا علما بديهيا، وليس العلم بفساد القول بالتوحيد والنبوة علما بديهيا، فقبل الدليل يحتمل أن يكون صحيحا وأن كيون فاسدا بتقدير أن يكون صحيحا كان إصراركم على دفعه من أعظم موجبات العقاب، فهذا الطريق يوجب عليكم أن تتركو هذه الثغرة، وأن ترجعوا إلى النظرة والاستدلال فإن دل الدليل على صحته قبلتموه، وإن دل على فساده تركتموه، فأما قبل الدليل فالإصار على الدفع والإعراض بعيد عن العقل، وقوله {ممن هو فى شقاق بعيد} موضوع موضع منكم بيانا بحالهم وصفاتهم، ولما ذكر هذه الوجوه الكثيرة في تقرير التوحيد والنبوة، |
﴿ ٥٢ ﴾