١٢

أما قوله تعالى: {له مقاليد * السماوات والارض}

فاعلم أن المراد من الآية أنه تعالى: فاطر السموات والأرض والأصنام ليست كذلك، وأيضا فهو خالق أنفسنا وأزواجنا وخالق أولادنا منا ومن أزواجنا، والأصنام ليست كذلك، وأيضا فله مقاليد السموات والأرض والأصنام ليست كذلك، والمقصود من الكل بيان القادر المنعم الكريم الرحيم، فكيف يجوز جعل الأصنام التي هي جمادات مساوية له في المعبودية؟ فقوله {له مقاليد * السماوات والارض} يريد مفاتيح الرزق من السموات والأرض، فمقاليد السموات الأمطار، ومقاليد الأرض النبات، وذكرنا تفسير المقاليد في سورة الزمر عند قوله {يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر} (الزمر: ٥٢) لأن مفاتيح الأرزاق بيده {إنه بكل شىء} من البسط والتقدير {عليم}.

﴿ ١٢