١٠الصفة الرابعة: قوله {الذى جعل لكم الارض مهدا} وقد ذكرنا في هذا الكتاب أن كون الأرض مهدا إنما حصل لأجل كونها واقفة ساكنة ولأجل كونها موصوفة بصفات مخصوصة باعتبارها يمكن الانتفاع بها في الزراعة وبناء الأبنية في كونها ساترة لعيوب الأحياء والأموات، ولما كان المهد موضع الراحة للصبي جعل الأرض مهدا لكثرة ما فيها من الراحات. الصفة الخامسة: قوهل {وجعل لكم فيها سبلا} والمقصود أن انتفاع الناس إنما يكمل إذا قدر كل أحد أن يذهب من بلد إلى بلد ومن إقليم إلى إقليم، ولولا أن اللّه تعالى هيأ تلك السبل ووضع عليها علامات مخصوصة وإلا لما حصل هذا الانتفاع. ثم قال تعالى: {لعلكم تهتدون} يعني المقصود من وضع السبل أن يحصل لكم المكنة من إلهتداء، والثاني المعنى لتهتدوا إلى الحق في الدين. |
﴿ ١٠ ﴾