٨

المقام الأول: أن يبقى مصرا على الإنكار والاستكبار، فقال تعالى: {يسمع ءايات اللّه تتلى عليه ثم يصر} أي يقيم على كفره إقاملاة بقوة وشدة {*مستكرا} عن الإيمان بالآيات معجبا بما عنده، قيل نزلت في النضر بن الحرث وما كان يشتري من أحاديث الأعاجم ويشغل بها الناس عن استماع القرآن والآية عامة في كل من كان موصوفا بالصفة المذكورة،

فإن قالوا ما معنى ثم في قوله {عليه ثم يصر مستكبرا}؟،

قلنا نظيره قوله تعالى: {الحمد للّه الذى خلق * السماوات والارض} إلى قوله {ثم الذين كفروا بربهم يعدلون} (الأنعام: ١) ومعناه أنه تعالى لما كان خالقا للسموات والأرض كان من المستبعد أن يقابل بالإنكار والإعراض.

ثم قال تعالى: {كأن لم يسمعها} الأصل كأنه لم يسمعها ضمير الشأن ومحل الجملة النصب على الحال أي يصير مثل غير السامع.

﴿ ٨