١٣

ثم قال تعالى: {وسخر لكم ما فى * السماوات وما في الارض *جميعا منه} والمعنى لولا أن اللّه تعالى أوقف أجرام السموات والأرض في مقارها وأحيازه لم حصل الانتفاع، لأن بتقدير كون الأرض هابطة أو صاعدة لم يحصل الانتفاع بها، وبتقدير كون الأرض من الذهب والفضة أو الحديد لم يحصل الانتفاع، وكل ذلك قد بيناه،

فإن قيل ما معنى {منه} في قوله {جميعا منه}؟

قلنا معناه أنها وقعة موقع الحال، والمعنى أنه سخر هذه الأشياء كائنة منه وحاصلة من عنده يعني أنه تعالى مكونها وموجودها بقدرته وحكمته ثم مسخرها لخلقه، قال صاحب "الكشاف" قرأ سلمة بن محارب منه على أن يكون منه فعل سخر على الإسناد المجازي أو على أنه خبر مبتدأ محذوف أي ذلك منه أو هو منه.

﴿ ١٣