١٤

ثم قال تعالى: {أولئك أصحاب الجنة خالدين فيها جزاء بما كانوا يعملون} قالت المعتزلة: هذه الآية تدل على مسائل

أولهما: قوله تعالى: {أولئك أصحاب الجنة} وهذا يفيد الحصر، وهذا يدل على أن أصحاب الجنة ليسوا إلا الذين قالوا ربنا اللّه ثم استقاموا، وهذا يدل على أن صاحب الكبيرة قبل التوبة لا يدخل الجنة

وثانيها: قوله تعالى: {جزاء بما كانوا يعملون} وهذا يدل على فساد قول من يقول: الثواب فضل لا جزاء

وثالثها: أن قوله تعالى: {بما كانوا يعملون} يدل على إثبات العمل للعبد

ورابعها: أن هذا يدل على أنه يجوز أن يحصل الأثر في حال المؤثر، أو أي أثر كان موجودا قبل ذلك بدليل أن العمل المتقدم أوجب الثواب المتأخر

وخامسها: كون العبد مستحقا على اللّه تعالى،

﴿ ١٤