٢٣

فعند هذا قال هود {إنما العلم عند اللّه} وإنما صلح هذا الكلام جوابا لقولهم {فأتنا بما تعدنا} لأن قولهم {فأتنا بما تعدنا} استعجال منهم لذلك العذاب فقال لهم هود لا علم عندي بالوقت الذي يحصل فيه ذلك العذاب، إنما علم ذلك عند اللّه تعالى {وأبلغكم ما أرسلت به} وهو التحذير عن العذاب

وأما العلم بوقته فما أوحاه اللّه إلي {ولاكنى أراكم قوما * تجهلون} وهذا يحتمل وجوها

الأول: المراد أنكم لا تعلمون أن الرسل لم يبعثوا سائلين عن غير ما أذن لهم فيه وإنما بعثوا مبلغين

الثاني: أراكم قوما تجهلون من حيث إنكم بقيتم مصرين على كفركم وجهلكم فيغلب على ظني أنه قرب الوقت الذي ينزل عليكم العذاب بسبب هذ الجهل المفرط والوقاحة التامة

الثالث: {إنى أراكم * قوما تجهلون} حيث تصرون على طلب العذاب وهب أنه لم يظهر لكم كوني صادقا، ولكن لم يظهر أيضا لكم كوني كاذبا فالإقدام على الطلب الشديد لهذا العذاب جهل عظيم.

﴿ ٢٣