٩{ونزلنا من السمآء مآء مباركا فأنبتنا به جنات وحب الحصيد}. إشارة إلى دليل آخر وهو ما بين السماء والأرض، فيكون الاستدلال بالسماء والأرض وما بينهما، وذلك إنزال (الماء من) السماء من فوق، وإخراج النبات من تحت وفيه مسائل: المسألة الأولى: هذا الاستدلال قد تقدم بقوله تعالى: {وأنبتنا فيها من كل زوج بهيج} (ق: ٧) فما الفائدة في إعادته بقوله {فأنبتنا به جنات وحب الحصيد}؟ نقول قوله {فأنبتنا} استدلال بنفس النبات أي الأشجار تنمو وتزيد، فكذلك بدن الإنسان بعد الموت ينمو ويزيد بأن يرجع اللّه تعالى إليه قوة النشوء والنماء كما يعيدها إلى الأشجار بواسطة ماء السماء {وحب الحصيد} فيه حذف تقديره وحب الزرع الحصيد وهو المحصود أي أنشأنا جنات يقطف ثمارها وأصولها باقية وزرعا يحصد كل سنة ويزرع في كل عام أو عامين، ويحتمل أن يقال التقدير وننبت الحب الحصيد والأول هو المختار، |
﴿ ٩ ﴾