٢٩ثم قال تعالى: {فأقبلت امرأته فى صرة فصكت وجهها وقالت * يوم عقيم}. أي أقبلت على أهلها، وذلك لأنها كانت في خدمتهم، فلما تكلموا مع زوجها بولادتها استحيت وأعرضت عنهم، فذكر اللّه تعالى ذلك بلفظ الإقبال على إلهل، ولم يقل بلفظ الإدبار عن الملائكة، وقوله تعالى: {فى صرة} أي صيحة، كما جرت عادة النساء حيث يسمعن شيئا من أحوالهن يصحن صيحة معتادة لهن عند الاستحياء أو التعجب، ويحتمل أن يقال تلك الصيحة كانت بقولها يا ويلتا، تدل عليه الآية التي في سورة هود، وصك الوجه أيضا من عادتهن، واستبعدت ذلك لوصفين من اجتماعهما. أحدهما: كبر السن. والثاني: العقم، لأنها كانت لا تلد في صغر سنها، وعنفوان شبابها، ثم عجزت وأيست فاستبعدت، فكأنها قالت: يا ليتكم دعوتم دعاء قريبا من الإجابة، ظنا منها أن ذلك منهم، كما يصدر من الضيف على سبيل الأخبار من الأدعية كقول الداعي: اللّه يعطيك مالا ويرزقك ولدا، فقالوا: هذا منا ليس بدعاء. |
﴿ ٢٩ ﴾