٢

{إن يثقفوكم يكونوا لكم أعدآء ويبسطوا...}.

{يثقفوكم} يظفروا بكم ويتمكنوا منكم {يكونوا لكم} في غاية العداوة، وهو قول ابن عباس، وقال مقاتل: يظهروا عليكم يصادقوكم {ويبسطوا إليكم أيديهم} بالضرب {وألسنتهم} بالشتم {وودوا} أن ترجعوا إلى دينهم، والمعنى أن أعداء اللّه لا يخلصون المودة لأولياء اللّه لما بينهم من المباينة {لن تنفعكم أرحامكم} لما عوتب حاطب على ما فعل اعتذر بأن له أرحاما، وهي القرابات، والأولاد فيما بينهم، وليس له هناك من يمنع عشيرته، فأراد أن يتخذ عندهم يدا ليحسنوا إلى من خلفهم بمكة من عشيرته، فقال: {لن تنفعكم أرحامكم ولا أولادكم} الذين توالون الكفار من أجلهم، وتتقربون إليهم مخافة عليهم،

ثم قال: {يوم القيامة يفصل بينكم} وبين أقاربكم وأولادكم فيدخل أهل الإيمان الجنة، وأهل الكفر النار {واللّه بما تعملون بصير} أي بما عمل حاطب،

ثم في الآية مباحث:

الأول: ما قاله صاحب الكشاف: {إن يثقفوكم يكونوا لكم أعداء} كيف يورد جواب الشرط مضارعا مثله،

ثم قال: {وودوا} بلفظ الماضي نقول: الماضي وإن كان يجري في باب الشرط مجرى المضارع في علم الإعراب فإن فيه نكتة، كأنه قيل: وودوا قبل كل شيء كفركم وارتدادكم.

الثاني: {يوم القيامة} ظرف لاي شيء،

﴿ ٢