١٢

اعلم أن قوله تعالى: { يغفر لكم ذنوبكم} جواب قوله: {تؤمنون باللّه ورسوله وتجاهدون فى سبيل اللّه} (الصف: ١١) لما أنه في معنى الأمر، كما مر فكأنه قال: آمنوا باللّه وجاهدوا في سبيل اللّه يغفر لكم،

وقيل جوابه: {ذلك خير لكم} (الصف: ١١) وجزم: {يغفر لكم} لما أنه ترجمة: {ذالكم خير لكم} ومحله جزم، كقوله تعالى: {لولا أخرتنى إلى أجل قريب فأصدق وأكن} (المنافقون: ١٠) لأن محل {فأصدق} جزم على قوله: {لولا أخرتنى}

وقيل: جزم {يغفر لكم} بهل، لأنه في معنى الأمر،

وقوله تعالى: {ويدخلكم جنات تجرى من تحتها الانهار} إلى آخر الآية، من جملة ما قدم بيانه في التوراة، ولا يبعد أن يقال: إن اللّه تعالى رغبهم في هذه الآية إلى مفارقة مساكنهم وإنفاق أموالهم والجهاد، وهو قوله: {يغفر لكم}

وقوله تعالى: {ذالك الفوز العظيم} يعني ذلك الجزاء الدائم هو الفوز العظيم، وقد مر،

﴿ ١٢