٦

ثم إنه تعالى أمر النبي صلى اللّه عليه وسلم بهذا الخطاب لهم وهو قوله تعالى:

{قل ياأيها الذين هادوا إن زعمتم أنكم أوليآء للّه ...}.

هذه الآية من جملة ما مر بيانه، وقرىء: {فتمنوا الموت} بكسر الواو، و{هادوا} أي تهودوا، وكانوا يقولون نحن أبناء اللّه وأحباؤه، فلو كان قولكم حقا وأنتم على ثقة فتمنوا على اللّه أن يميتكم وينقلكم سريعا إلى دار كرامته التي أعدها لأوليائه، قال الشاعر:

( ليس من مات فاستراح بميت إنما الميت ميت الأحياء )

فهم يطلبون الموت لا محالة إذا كانت الحالة هذه،

﴿ ٦