٣

وقوله تعالى: {خلق السماوات والارض بالحق} أي بالإرادة القديمة على وفق الحكمة، ومنهم من قال: بالحق، أي للحق، وهو البعث،

وقوله: {وصوركم فأحسن صوركم} يحتمل وجهين

أحدهما: أحسن أي أتقن وأحكم على وجه لا يوجد بذلك

الوجه في الغير، وكيف يوجد وقد وجد في أنفسهم من القوى الدالة على وحدانية اللّه تعالى وربوبيته دلالة مخصوصة لحسن هذه الصورة

وثانيهما: أن نصرف الحسن إلى حسن المنظر، فإن من نظر في قد الإنسان وقامته وبالنسبة بين أعضائه فقد علم أن صورته أحسن صورة

وقوله تعالى: {وإليه المصير} أي البعث وإنما أضافه إلى نفسه لأنه هو النهاية في خلقهم والمقصود منه، ثم قال تعالى: {وصوركم فأحسن صوركم} لأنه لا يلزم من خلق الشيء أن يكون مصورا بالصورة، ولا يلزم من الصورة أن تكون على أحسن الصور، ثم قال: {وإليه المصير} أي المرجع ليس إلا له،

﴿ ٣