٧

ثم بين قدر الإنفاق بقوله: {لينفق ذو سعة من سعته} أمر أهل التوسعة أن يوسعوا على نسائهم المرضعات على قدر سعتهم ومن كان رزقه بمقدار القوت فلينفق على مقدار ذلك، ونظيره: {على الموسع قدره وعلى المقتر قدره} (البقرة: ٢٣٦)

وقوله تعالى: {لا يكلف اللّه نفسا إلا ما ءاتاها} أي ما أعطاها من الرزق، قال السدي: لا يكلف الفقير مثل ما يكلف الغني،

وقوله: {سيجعل اللّه بعد عسر يسرا} أي بعد ضيق وشدة غنى وسعة ورخاء وكان الغالب في ذلك الوقت الفقر والفاقة، فأعلمهم اللّه تعالى أن يجعل بعد عسر يسرا وهذا كالبشارة لهم بمطلوبهم، ثم في الآية مباحث:

الأول: إذا قيل: (من) في قوله: {من حيث سكنتم} ما هي؟

نقول: هي التبعيضية أي بعض مكان سكناكم إن لم يكن (لكم) غير بيت واحد فأسكنوها في بعض جوانبه.

الثاني: ما موقع {من وجدكم}؟

نقول: عطف بيان لقوله: {من حيث سكنتم} وتفسير له، أي مكانا من مسكنكم على قدر طاقتكم.

الثالث: فإذا كانت كل مطلقة عندكم يجب لها النفقة، فما فائدة الشرط في قوله تعالى: {وإن كن أولات حمل فأنفقوا عليهن}

نقول: فائدته أن مدة الحمل ربما طال وقتها، فيظن أن النفقة تسقط إذا مضى مقدار مدة الحمل، فنفى ذلك الظن.  بم ثم قال تعالى:

﴿ ٧