٧

وقوله تعالى: {يأيها الذين كفروا لا تعتذروا اليوم} لما ذكر شدة العذاب بالنار، واشتداد الملائكة في

انتقام الأعداء، فقال: {لا تعتذروا اليوم} أي يقال لهم: لا تعتذروا اليوم إذ الاعتذار هو التوبة، والتوبة غير مقبولة بعد الدخول في النار، فلا ينفعكم الاعتذار،

وقوله تعالى: {إنما تجزون ما كنتم تعملون} يعني إنما أعمالكم السيئة ألزمتكم العذاب في الحكمة، وفي الآية مباحث:

البحث الأول: أنه تعالى خاطب المشركين في قوله: {فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار التى وقودها الناس والحجارة} وقال: {أعدت للكافرين} (البقرة: ٢٤) جعلها معدة للكافرين، فما معنى مخاطبته به المؤمنين؟

نقول: الفساق وإن كانت دركاتهم فوق دركات الكفار، فإنهم مع الكفار في دار واحدة فقيل للذين آمنوا: {قوا أنفسكم} باجتناب الفسق مجاورة الذين أعدت لهم هذه النار، ولا يبعد أن يأمرهم بالتوقي من الارتداد.

البحث الثاني: كيف تكون الملائكة غلاظا شدادا وهم من الأرواح،

فنقول: الغلظة والشدة بحسب الصفات لما كانوا من الأرواح لا بحسب الذات، وهذا أقرب بالنسبة إلى الغير من الأقوال.

البحث الثالث: قوله تعالى: {لا يعصون اللّه ما أمرهم} في معنى قوله: {ويفعلون ما يؤمرون} فما الفائدة في الذكر

فنقول: ليس هذا في معنى ذلك لأن معنى الأول أنهم يتقبلون أوامره ويلتزمونها ولا ينكرونها، ومعنى الثاني أنهم (يؤدون) ما يؤمرون به كذا ذكره في "الكشاف".  بم ثم قال تعالى:

﴿ ٧