١٠الصفة الثالثة: قوله: {ولا يسئل حميم} وفيه مسألتان: المسألة الأولى: قال ابن عباس الحميم القريب الذي يعصب له، وعدم السؤال إنما كان لاشتغال كل أحد بنفسه، وهو كقوله: {تذهل كل مرضعة عما أرضعت} (الحج: ٢) وقوله: {يوم يفر المرء من أخيه} إلى قوله {لكل امرىء منهم يومئذ شأن يغنيه} (عبس: ٣٧) ثم في الآية وجوه أحدها: أن يكون التقدير: لا يسأل حميم عن حميمه فحذف الجار وأوصل الفعل الثاني: لا يسأل حميم حميمه كيف حالك ولا يكلمه، لأن لكل أحد ما يشغله عن هذا الكلام الثالث: لا يسأل حميم حميما شفاعة، ولا يسأل حميم حميما إحسانا إليه ولا رفقا به. المسألة الثانية: قرأ ابن كثير: {ولا يسئل} بضم الياء، والمعنى لا يسأل حميم عن حميمه ليتعرف شأنه من جهته، كما يتعرف خبر الصديق من جهة صديقه، وهذا أيضا على حذف الجار قال الفراء: أي لا يقال لحميم أين حميمك ولست أحب هذه القراءة لأنها مخالفة لما أجمع عليه القراء. |
﴿ ١٠ ﴾