١١قوله تعالى: {يبصرونهم} يقال: بصرت به أبصر، قال تعالى: {بصرت بما لم يبصروا به} (طه: ٩٦) ويقال: بصرت زيد بكذا فإذا حذفت الجار قلت: بصرني زيد كذا فإذا أثبت الفعل للمفعول به وقد حذفت الجار قلت: بصرني زيدا، فهذا هو معنى يبصرونهم، وإنما جمع فقيل: يبصرونهم لأن الحميم وإن كان مفردا في اللفظ فالمراد به الكثرة والجميع والدليل عليه قوله تعالى: {فما لنا من شافعين} (الشعراء: ١٠٠) ومعنى يبصرونهم يعرفونهم، أي يعرف الحميم الحميم حتى يعرفه، وهو مع ذلك لا يسأله عن شأنه لشغله بنفسه، فإن قيل: ما موضع يبصرونهم؟ قلنا: فيه وجهان الأول: أنه متعلق بما قبله كأنه لما قال: {ولا يسئل حميم حميما} (المعارج: ١٠) قيل: لعله لا يبصره فقيل يبصرونهم ولكنهم لاشتغالهم بأنفسهم لا يتمكنون من تساؤلهم الثاني: أنه متعلق بما بعده، والمعنى أن المجرمين يبصرون المؤمنين حال ما يود أحدهم أن يفدي نفسه لكل ما يملكه، فإن الإنسان إذا كان في البلاد الشديد ثم رآه عدوه على تلك الحالة كان ذلك في نهاية الشدة عليه. الصفة الرابعة: قوله: {يود المجرم لو يفتدي من عذاب يومئذ ببنيه * وصاحبته وأخيه} وفيه مسألتان: المسألة الأولى: المجرم هو الكافر، وقيل: يتناول كل مذنب. المسألة الثانية: قرىء {يومئذ} بالجر والفتح على البناء لسبب الإضافة إلى غير متمكن، وقرىء أيضا: {من عذاب يومئذ} بتنوين {عذاب} ونصب {يومئذ} وانتصابه بعذاب لأنه في معنى تعذيب. |
﴿ ١١ ﴾