١٧بم قوله تعالى: {تدعوا من أدبر وتولى * وجمع فأوعى}. فيه مسألتان: المسألة الأولى: اختلفوا في أن لظى كيف تدعو الكافر، فذكروا وجوها أحدها: أنها تدعوهم بلسان الحال كما قيل: سل الأرض من أشق أنهارك، وغرس أشجارك؟ فإن لم تجبك جؤارا، أجابتك اعتبارا فههنا لما كان مرجع كل واحد من الكفار إلى زاوية من زوايا جهنم، كأن تلك المواضع تدعوهم وتحضرهم وثانيها: أن اللّه تعالى يخلق الكلام في جرم النار حتى تقول صريحا: إلي يا كافر، إلي يا منافق، ثم تلتقطهم التقاط الحب وثالثها: المراد أن زبانية النار يدعون فأضيف ذلك الدعاء إلى النار بحذف المضاف ورابعها: تدعو تهلك من قول العرب دعاك اللّه أي أهلكك، وقوله: {من أدبر وتولى} يعني من أدبر عن الطاعة وتولى عن الإيمان {وجمع} المال {فأوعى} أي جعله في وعاء وكنزه، ولم يؤد الزكاة والحقوق الواجبة فيها فقوله: {أدبر وتولى} إشارة إلى الإعراض عن معرفة اللّه وطاعته، |
﴿ ١٧ ﴾