١١

[بم وقوله تعالى]: {يرسل السمآء عليكم مدرارا}.

واعلم أن الخلق مجبولون على محبة الخيرات العاجلة، ولذلك قال تعالى: {وأخرى تحبونها نصر من اللّه وفتح قريب}

فلا جرم أعلمهم اللّه تعالى ههنا أن إيمانهم باللّه يجمع لهم مع الحظ الوافر في الآخرة الخصب والغنى في الدنيا. والأشياء التي وعدهم من منافع الدنيا في هذه الآية خمسة

أولها: قوله: {يرسل السماء عليكم مدرارا}

وفي السماء وجوه:

أحدها: (أن) المطر منها ينزل إلى السحاب

وثانيها: أن يراد بالسماء السحاب

وثالثها: أن يراد بالسماء المطر من قوله:

( إذا نزل السماء بأرض قوم رعيناه وإن كانوا غضابا)

والمدرار الكثير الدرور، ومفعال مما يستوي فيه المذكر والمؤنث، كقولهم: رجل أو امرأة معطار ومتفال

﴿ ١١