٦

{عينا يشرب بها عباد اللّه يفجرونها تفجيرا}.

المسألة الأولى:

إن قلنا: الكافور اسم النهر كان عينا بدلا منه، وإن شئت نصبت على المدح، والتقدير أعني عينا،

أما إن قلنا: إن الكافور اسم لهذا الشيء المسمى بالكافور كان عينا بدلا من محل من كأس على تقدير حذف مضاف، كأنه قيل: يشربون خمرا خمر عين، ثم حذف المضاف، وأقيم المضاف إليه مقامه.

المسألة الثانية: قال في الآية الأولى: {يشربون من كأس} (الإنسان: ٥) وقال ههنا: يشرب بها، فذكر هناك من وههنا الباء، والفرق أن الكأس مبدأ شربهم وأول غايته.

وأما العين فبها يمزجون شرابهم فكأن المعنى: يشرب عباد اللّه بها الخمر، كما تقول: شربت الماء بالعسل.

المسألة الثالثة: قوله: {يشرب بها عباد اللّه} عام فيفيد أن كل عباد اللّه يشربون منها، والكفار بالاتفاق لا يشربون منها، فدل على أن لفظ عباد اللّه مختص بأهل الإيمان، إذا ثبت هذا فقوله: {ولا يرضى لعباده الكفر} (الزمر: ٧) لا يتناول الكفار بل يكون مختصا بالمؤمنين، فيصير تقدير الآية ولا يرضى لعباده المؤمنين الكفر، فلا تدل الآية على أنه تعالى لا يريد كفر الكافر.

قوله تعالى: {يفجرونها تفجيرا} معناه يفجرونها حيث شاؤا من منازلهم تفجيرا سهلا لا يمتنع عليهم واعلم أنه سبحانه لما وصف ثواب الأبرار في الآخرة شرح أعمالهم التي بها استوجبوا ذلك الثواب.

﴿ ٦