١٧

فدل ذلك على أن قوله ههنا: {اذهب إلى فرعون إنه طغى} من جملة ما ناداهبه ربه، لا أنه كل ما ناداه به، وأيضا ليس الغرض أنه عليه السلام كان مبعوثا إلى فرعون فقط، بل إلى كل من كان في ذلك الطرف، إلا أنه خصه بالذكر، لأن دعوته جارية مجرى دعوة كل ذلك القوم.

المسألة السابعة: الطغيان مجاوزة الحد، ثم إنه تعالى لم يبين أنه تعدى في أي شيء فلهذ

قال بعض المفسرين: معناه أنه تكبر على اللّه وكفر به،

وقال آخرون: إنه طغى على بني إسرائيل، والأولى عندي الجمع بين الأمرين، فالمعنى أنه طغى على الخالق بأن كفر به، وطغى على الخلق بأن تكبر عليهم واستعبدهم، وكما أن كمال العبودية ليس إلا صدق المعاملة مع الخالق ومع الخلق، فكذا كمال الطغيان ليس إلا الجمع بين سوء المعاملة مع الخالق ومع الخلق.

واعلم أنه تعالى لما بعثه إلى فرعون لقنه كلامين ليخاطبه بهما:{فقل هل لك إلى أن تزكى}.

فالأول: قول تعالى:

﴿ ١٧