١٧{واليل إذا عسعس}. الأول: أنه قال بعد ذلك: {الكنس واليل إذا عسعس} وهذا بالنجوم أليق منه ببقر الوحش. الثاني: أن محل قسم اللّه كلما كان أعظم وأعلى رتبة كان أولى، ولا شك أن الكواكب أعلى رتبة من بقر الوحش. الثالث: أن (الخنس) جمع خانس من الخنوس، وأما جمع خنساء وأخنس من الخنس خنس بالسكون والتخفيف، ولا يقال: الخنس فيه بالتشديد إلا أن يجعل الخنس في الوحشية أيضا من الخنوس وهو اختفاؤها في الكناس إذا غابت عن الأعين. قوله تعالى: {واليل إذا عسعس} ذكر أهل اللغة أن عسعس من الأضداد، يقال: عسعس الليل إذا أقبل، وعسعس إذا أدبر، وأنشدوا في ورودها بمعنى أدبر قول العجاج: ( حتى إذا الصبح لها تنفسا وانجاب عنها ليلها وعسعسا ) وأنشد أبو عبيدة في معنى أقبل: ( مدرجات الليل لما عسعسا) {والصبح إذا تنفس}. ثم منهم من قال: المراد ههنا أقبل الليل، لأن على هذا التقدير يكون القسم واقعا بإقبال الليل وهو قوله: {إذا عسعس} وبإدباره أيضا وهو قوله: {والصبح إذا تنفس} ومنهم من قال: بل المراد أدبر وقوله: {والصبح إذا تنفس} أي امتد ضوءه وتكامل فقوله: {واليل إذا عسعس} (التكوير: ١٧) إشارة إلى أول طلوع الصبح، وهو مثل قوله: {واليل إذا * أدبر * والصبح إذا أسفر} (المدثر: ٣٤,٣٣) وقوله: {والصبح إذا تنفس} إشارة إلى تكامل طلوع الصبح فلا يكون فيه تكرار. وأما قوله تعالى: |
﴿ ١٧ ﴾