١٣ثم قال تعالى: {فصب عليهم ربك سوط عذاب} واعلم أنه يقال: صب عليه السوط وغشاه وقنعه، وذكر السوط إشارة إلى أن ما أحله بهم في الدنيا من العذاب العظيم بالقياس إلى ما أعد لهم في الآخرة، كالسوط إذا قيس إلى سائر ما يعذب به. قال القاضي: وشبهه بصب السوط الذي يتواتر على المضروب فيهلكه، وكان الحسن إذا قرأ هذه الآية قال: إن عند اللّه أسواطا كثيرة فأخذهم بسوط منها، فإن قيل: أليس أن قوله تعالى: {ولو يؤاخذ اللّه الناس بظلمهم ما ترك عليها * دابة} (النحل: ٦١) يقتضي تأخير العذاب إلى الآخرة فكيف الجمع بين هاتين الآيتين؟ قلنا: هذه الآية تقتضي تأخير تمام الجزاء إلى الآخرة والواقع في الدنيا شيء من ذلك ومقدمة من مقدماته. |
﴿ ١٣ ﴾