١٦

وفي القسم الثاني: {وأما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه} فذكر الأول بالفاء والثاني بالواو؟

والجواب: لأن رحمة اللّه سابقة على غضبه وابتلاءه بالنعم سابق على ابتلائه بإنزال الآلام، فالفاء تدل على كثرة ذلك القسم وقبله الثاني على ما قال: {وإن تعدوا نعمة اللّه لا تحصوها} (النحل: ١٨).

السؤال الخامس: لما قال في القسم الأول: {فأكرمه فيقول ربى أكرمن} يجب أن يقول في القسم الثاني: فأهانه فيقول: {ربى أهانن} لكنه لم يقل ذلك

والجواب: لأنه في قوله: {أكرمن}

صادق وفي قوله: {أهانن} غير صادق فهو ظن قلة الدنيا وتقتيرها إهانة، وهذا جهل واعتقاد فاسد، فكيف يحكي اللّه سبحانه ذلك عنه.

السؤال السادس: ما معنى قوله: فقدر عليه رزقه؟

الجواب: ضيق عليه بأن جعله على مقدار البلغة، وقرىء فقدر على التخفيف وبالتشديد أي قتر، وأكرمن وأهانن بسكون النون في الوقف فيمن ترك الياء في الدرج مكتفيا منها بالكسرة.

﴿ ١٦