١{لا أقسم بهاذا البلد * وأنت حل بهاذا البلد * ووالد وما ولد * لقد خلقنا الإنسان فى كبد}. أجمع المفسرون على أن ذلك البلد هي مكة، واعلم أن فضل مكة معروف، فإن اللّه تعالى جعلها حرما آمنا، فقال في المسجد الذي فيها {ومن دخله كان ءامنا} وجعل ذلك المسجد قبلة لأهل المشرق والمغرب، فقال: {وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره} (البقرة: ٦٤٤) وشرف مقام إبراهيم بقوله: {واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى} (البقرة: ١٢٥) وأمر الناس بحج ذلك البيت فقال: {وللّه على الناس حج البيت} (آل عمران: ٩٧) وقال في البيت: {وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا} (البقرة: ١٢٥) وقال: {وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت أن لا تشرك بى شيئا} (الحج: ٢٦) وقال: {وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق} وحرم فيه الصيد، وجعل البيت المعمور بإزائه، ودحيت الدنيا من تحته، فهذه الفضائل وأكثر منها لما اجتمعت في مكة لا جرم أقسم اللّه تعالى بها، |
﴿ ١ ﴾