١٤

{أو إطعام فى يوم ذى مسغبة}.

فيه مسائل:

المسألة الأولى: يقال: سغب سغبا إذا جاع فهو ساغب وسغبان، قال صاحب "الكشاف": المسغبة والمقربة والمتربة مفعلات من سغب إذا جاع وقرب في النسب، يقال: فلان ذو قرابتي وذو مقربتي وترب إذا افتقر ومعناه التصق بالتراب،

وأما أترب فاستغنى، أي صار ذا مال كالتراب في الكثرة.

قال الواحدي: المتربة مصدر من قولهم ترب يترب تربا ومتربة مثل مسغبة إذا افتقر حتى لصق بالتراب.

المسألة الثانية: حاصل القول في تفسير: {يوم ذى مسغبة} ما قاله الحسن: وهو نائم يوم محروص فيه على الطعام، قال أبو علي: ومعناه ما يقول النحويون في قولهم: ليل نائم ونهار صائم أي ذو نوم وصوم.

واعلم أن إخراج المال في وقت القحط والضرورة أثقل على النفس وأوجب للأجر، وهو كقوله: {ليس البر أن تولوا} (البقرة: ١٧٧) وقال: {ويطعمون الطعام على حبه مسكينا} (الإنسان: ٨) وقرأ: الحسن: (ذا مسغبة) نصبه بإطعام ومعناه أو إطعام في يوم من الأيام ذا مسغبة.

﴿ ١٤