١١أما قوله تعالى: {كذبت ثمود بطغواها} قال الفراء: الطغيان والطغوى مصدران إلا أن الطغوى أشبه برؤوس الآيات فاختير لذلك وهو كالدعوى من الدعاء وفي التفسير وجهان: أحدهما: أنها فعلت التكذيب بطغيانها، كما تقول: ظلمني بجراءته على اللّه تعالى، والمعنى أن طغيانهم حملهم على التكذيب به هذا هو القول المشهور والثاني: أن الطغوى اسم لعذابهم الذي أهلكوا به، والمعنى كذبت بعذابها أي لم يصدقوا رسولهم فيما أنذرهم به من العذاب، وهذا لا يبعد لأن معنى الطغيان في اللغة مجاوزة القدر المعتاد فيجوزأن يسمى العذاب الذي جاءهم طغوى لأنه كان صيحة مجاوزة للقدر المعتاد أو يكون التقدير كذبت بما أوعدت به من العذاب ذي الطغوى ويدل على هذا التأويل قوله تعالى: {كذبت ثمود وعاد بالقارعة} (الحاقة: ٤) أي بالعذاب الذي حل بها، ثم قال: {فأما ثمود فأهلكوا بالطاغية} (الحاقة: ٥) فسمى ما أهلكوا به من العذاب طاغية. |
﴿ ١١ ﴾