٧

ثم قال تعالى: {فما يكذبك بعد بالدين}

وفيه سؤالان:

الأولى: من المخاطب بقوله: {فما يكذبك}؟

الجواب فيه قولان:

أحدهما: أنه خطاب للإنسان على طريقة الالتفات، والمراد من قوله: {فما يكذبك} أن كل من أخبر عن الواقع بأنه لا يقع فهو كاذب، والمعنى فما الذي يلجئك إلى هذا الكذب

والثاني: وهو اختيار الفراء أنه خطاب مع محمد صلى اللّه عليه وسلم ، والمعنى فمن يكذبك يا أيها الرسول بعد ظهور هذه الدلائل بالدين.

السؤال الثاني: ما وجه التعجب؟

الجواب: أن خلق الإنسان من النطفة وتقويمع بشرا سويا وتدريجه في مراتب الزيادة إلى أن يكمل ويستوي، تم تنكيسه إلى أن يبلغ أرذل العمر دليل واضح على قدرة الخالقة على الحشر والنشر، فمن شاهد هذه الحالة ثم بقي مصرا على إنكار الحشر فلا شيء أعجب منه.

﴿ ٧