٣

قوله تعالى: {اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم} يعني الكتاب والسنة. قال اللّه تعالى: {وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا} [الحشر: ٧].

وقالت فرقة: هذا أمر يعم النبي صلى اللّه عليه وسلم وأمته. والظاهر أنه أمر لجميع الناس دونه. أي اتبعوا ملة الإسلام والقرآن، وأحلوا حلاله وحرموا حرامه، وامتثلوا أمره، واجتنبوا نهيه. ودلت الآية على ترك اتباع الآراء مع وجود النص.

قوله تعالى: {ولا تتبعوا من دونه أولياء} {من دونه} من غيره. والهاء تعود على الرب سبحانه، والمعنى: لا تعبدوا معه غيره، ولا تتخذوا من عدل عن دين اللّه وليا. وكل من رضي مذهبا فأهل ذلك المذهب أولياؤه. وروي عن مالك بن دينار أنه قرأ {ولا تبتغوا من دونه أولياء} أي ولا تطلبوا. ولم ينصرف {أولياء} لأن فيه ألف التأنيث.

وقيل: تعود على {ما} من قوله: {اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم}. {قليلا ما تتذكرون} {ما} زائدة.

وقيل: تكون مع الفعل مصدرا.

﴿ ٣