٣

قوله تعالى: {إن ربكم اللّه الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش} تقدم في الأعراف.

{يدبر الأمر} قال مجاهد: يقضيه ويقدره وحده. ابن عباس: لا يشركه في تدبير خلقه أحد.

وقيل: يبعث بالأمر.

وقيل: ينزل به.

وقيل: يأمر به ويمضيه؛ والمعنى متقارب. فجبريل للوحي، وميكائيل للقطر، وإسرافيل للصور، وعزرائيل للقبض. وحقيقته تنزيل الأمور في عواقبها، واشتقاقه من الدبر. والأمر اسم لجنس الأمور.

{ما من شفيع} في موضع رفع، والمعنى ما شفيع

{إلا من بعد إذنه} وقد تقدم في {البقرة} معنى الشفاعة. فلا يشفع أحد نبي ولا غيره إلا بإذنه سبحانه، وهذا رد على الكفار في قولهم فيما عبدوه من دون اللّه: {هؤلاء شفعاؤنا عند اللّه} [يونس: ١٨] فأعلمهم اللّه أن أحدا لا يشفع لأحد إلا بإذنه، فكيف بشفاعة أصنام لا تعقل.

قوله تعالى: {ذلكم اللّه ربكم فاعبدوه} أي ذلكم الذي فعل هذه الأشياء من خلق السموات والأرض هو ربكم لا رب لكم غيره.

{فاعبدوه} أي وحدوه وأخلصوا له العبادة.

{أفلا تتذكرون} أي أنها مخلوقاته فتستدلوا بها عليه.

﴿ ٣