٤

قوله تعالى: {إليه مرجعكم} رفع بالابتداء. {جميعا} نصب على الحال. ومعنى الرجوع إلى اللّه الرجوع إلى أجزائه.

{وعد اللّه حقا} مصدران؛ أي وعد اللّه ذلك وعدا وحققه {حقا} صدقا لا خلف فيه. وقرأ إبراهيم بن أبي عبلة {وعد اللّه حق} على الاستئناف.

قوله تعالى: {إنه يبدأ الخلق} أي من التراب. {ثم يعيده} إليه. مجاهد: ينشئه ثم يميته ثم يحييه للبعث؛ أو ينشئه من الماء ثم يعيده من حال إلى حال. وقرأ يزيد ابن القعقاع {أنه يبدأ الخلق} تكون {أن} في موضع نصب؛ أي وعدكم أنه يبدأ الخلق. ويجوز أن يكون التقدير لأنه يبدأ الخلق؛ كما يقال: لبيك إن الحمد والنعمة لك؛ والكسر أجود. وأجاز الفراء أن تكون {أن} في موضع رفع فتكون اسما. قال أحمد بن يحيى: يكون التقدير حقا إبداؤه الخلق.

قوله تعالى: {ليجزي الذين آمنوا وعملوا الصالحات بالقسط} أي بالعدل.

{والذين كفروا لهم شراب من حميم} أي ماء حار قد انتهى حره، والحميمة مثله. يقال: حممت الماء احمه فهو حميم، أي محموم؛ فعيل بمعنى مفعول. وكل مسخن عند العرب فهو حميم.

{وعذاب أليم} أي موجع، يخلص وجعه إلى قلوبهم.

{بما كانوا يكفرون} أي بكفرهم، وكان معظم قريش يعترفون بأن اللّه خالقهم؛ فاحتج عليهم بهذا فقال: من قدر على الابتداء قدر على الإعادة بعد الإفناء أو بعد تفريق الأجزاء.

﴿ ٤