٨

قوله تعالى: {إن الذين لا يرجون لقاءنا} {يرجون} يخافون؛ ومنه قول الشاعر:

إذا لسعته النحل لم يرج لسعها وخالفها في بيت نوب عواسل

وقيل يرجون يطمعون؛ ومنه قول الآخر:

أيرجو بنو مروان سمعي وطاعتي وقومي تميم والفلاة ورائيا

فالرجاء يكون بمعنى الخوف والطمع؛ أي لا يخافون عقابا ولا يرجون ثوابا. وجعل لقاء العذاب والثواب لقاء للّه تفخيما لهما.

وقيل: يجري اللقاء على ظاهره، وهو الرؤية؛ أي لا يطمعون في رؤيتنا.

وقال بعض العلماء: لا يقع الرجاء بمعنى الخوف إلا مع الجحد؛ كقوله تعالى: {ما لكم لا ترجون للّه وقارا} [نوح: ١٣].

وقال بعضهم: بل يقع بمعناه في كل موضع دل عليه المعنى.

قوله تعالى: {ورضوا بالحياة الدنيا} أي رضوا بها عوضا من الآخرة فعملوا لها.

{واطمأنوا بها} أي فرحوا بها وسكنوا إليها، وأصل اطمأن طأمن طمأنينة، فقدمت ميمه وزيدت نون وألف وصل، ذكره الغزنوي.

{والذين هم عن آياتنا} أي عن أدلتنا {غافلون} لا يعتبرون ولا يتفكرون.

{أولئك مأواهم} أي مثواهم ومقامهم. {النار بما كانوا يكسبون} أي من الكفر والتكذيب.

﴿ ٨