٦٣

قوله تعالى: {فلما رجعوا إلى أبيهم قالوا يا أبانا منع منا الكيل} لأنه قال لهم:

{فإن لم تأتوني به فلا كيل لكم عندي} وأخبروه بما كان من أمرهم وإكرامهم إياه، وأن شمعون مرتهن حتى يعلم صدق قولهم.

{فأرسل معنا أخانا نكتل} أي قالوا عند ذلك:

{فأرسل معنا أخانا نكتل} والأصل نكتال؛ فحذفت الضمة من اللام للجزم، وحذفت الألف لالتقاء الساكنين.

وقراءة أهل الحرمين وأبي عمرو وعاصم {نكتل} بالنون وقرأ سائر الكوفيين {يكتل} بالياء؛ والأول اختيار أبي عبيد، ليكونوا كلهم داخلين فيمن يكتال؛ وزعم أنه إذا كان بالياء كان للأخ وحده. قال النحاس: وهذا لا يلزم؛ لأنه لا يخلو الكلام من أحد جهتين؛ أن يكون المعنى: فأرسل أخانا يكتل معنا؛ فيكون للجميع، أو يكون التقدير على غير التقديم والتأخير؛ فيكون في الكلام دليل على الجميع، لقوله:

{فإن لم تأتوني به فلا كيل لكم عندي}. {وإنا له لحافظون} من أن يناله سوء.

﴿ ٦٣