١

قوله تعالى: {الر كتاب أنزلناه إليك} تقدم معناه.

{لتخرج الناس} أي بالكتاب، وهو القرآن، أي بدعائك إليه.

{من الظلمات إلى النور} أي من ظلمات الكفر الضلالة والجهل إلى نور الإيمان والعلم؛ وهذا على التمثيل؛ لأن الكفر بمنزلة الظلمة؛ والإسلام بمنزلة النور.

وقيل: من البدعة إلى السنة، ومن الشك إلى اليقين، والمعنى. متقارب.

{بإذن ربهم} أي بتوفيقه إياهم ولطفه بهم، والباء في {بإذن ربهم} متعلقة بـ {تخرج} وأضيف الفعل إلى النبي صلى اللّه عليه وسلم لأنه الداعي والمنذر الهادي. {إلى صراط العزيز الحميد} هو كقولك: خرجت إلى زيد العاقل الفاضل من غير واو، لأنهما شيء واحد؛ واللّه هو العزيز الذي لا مثل له ولا شبيه.

وقيل: {العزيز} الذي لا يغلبه غالب.

وقيل: {العزيز} المنيع في ملكه وسلطانه. {الحميد} أي المحمود بكل لسان، والممجد في كل مكان على كل حال.

وروى مقسم عن ابن عباس قال: كان قوم آمنوا بعيسى ابن مريم، وقوم كفروا به، فلما بعث محمد صلى اللّه عليه وسلم آمن به الذين كفروا بعيسى، وكفر الذين آمنوا بعيسى؛ فنزلت هذه الآية، ذكره الماوردي.

﴿ ١