٣ قوله تعالى: {الذين يستحبون الحياة الدنيا} أي يختارونها على الآخرة، والكافرون يفعلون ذلك. فـ {الذين} في موضع خفض صفة لهم. وقيل: في موضع رفع خبر ابتداء مضمر، أي هم الذين وقيل: {الذين يستحبون} مبتدأ وخبره. {أولئك}. وكل من آثر الدنيا وزهرتها، واستحب البقاء في نعيمها على النعيم في الآخرة، وصد عن سبيل اللّه - أي صرف الناس عنه وهو دين اللّه، الذي جاءت به الرسل، في قول ابن عباس وغيره - فهو داخل في هذه الآية؛ وقد قال صلى اللّه عليه وسلم: (إن أخوف ما أخاف على أمتي الأئمة المضلون) وهو حديث صحيح. وما أكثر ما هم في هذه الأزمان، واللّه المستعان. وقيل: {يستحبون} أي يلتمسون الدنيا من غير وجهها، لأن نعمة اللّه لا تلتمس إلا بطاعته دون معصيته. {ويبغونها عوجا} أي يطلبون لها زيغا وميلا لموافقة أهوائهم، وقضاء حاجاتهم وأغراضهم. والسبيل تذكر وتؤنث. والموج بكسر العين في الدين والأمر والأرضي، وفي كل ما لم يكن قائما؛ وبفتح العين في كل ما كان قائما، كالحائط والرمح ونحوه؛ وقد تقدم في {آل عمران} وغيرها. {أولئك في ضلال بعيد} أي ذهاب عن الحق بعيد عنه. |
﴿ ٣ ﴾