٧

قوله تعالى: {وإذ تأذن ربكم} قيل: هو من قول موسى لقومه.

وقيل: هو من قول اللّه؛ أي واذكر يا محمد إذ قال ربك كذا. و{تأذن} وأذن بمعنى أعلم؛ مثل أوعد وتوعد؛ روي معنى ذلك عن الحسن وغيره. ومنه الأذان، لأنه إعلام؛ قال الشاعر:

فلم نشعر بضوء الصبح حتى سمعنا في مجالسنا الأذينا

وكان ابن مسعود يقرأ: {وإذ قال ربكم} والمعنى واحد.

{لئن شكرتم لأزيدنكم} أي لئن شكرتم إنعامي لأزيدنكم من فضلي. الحسن: لئن شكرتم نعمتي لأزيدنكم من طاعتي. ابن عباس: لئن وحدتم وأطعتم لأزيدنكم من الثواب، والمعنى متقارب في هذه الأقوال؛ والآية نص في أن الشكر سبب المزيد؛ وقد تقدم في {البقرة} ما للعلماء في معنى الشكر. وسئل بعض الصلحاء عن الشكر للّه فقال: ألا تتقوى بنعمه على معاصيه. وحكي عن داود عليه السلام أنه قال: أي رب كيف أشكرك، وشكري لك نعمة مجددة منك علي. قال: يا داود الآن شكرتني.

قلت: فحقيقة الشكر على هذا الاعتراف بالنعمة للمنعم. وألا يصرفها في غير طاعته؛ وأنشد الهادي وهو يأكل:

أنالك رزقه لتقوم فيه بطاعته وتشكر بعض حقه

فلم تشكر لنعمته ولكن قويت على معاصيه برزقه

فغص باللقمة، وخنقته العبرة. وقال جعفر الصادق: إذا سمعت النعمة الشكر فتأهب للمزيد. {ولئن كفرتم إن عذابي لشديد} أي جحدتم حقي.

وقيل: نعمي؛ وعد بالعذاب على الكفر، كما وعد بالزيادة على الشكر، وحذفت الفاء التي في جواب الشرط من {إن} للشهرة.

﴿ ٧