|
١٥ قوله تعالى: {وسلام عليه يوم ولد} قال الطبري وغيره: معناه أمان. ابن عطية: والأظهر عندي أنها التحية المتعارفة فهي أشرف وأنبه من الأمان؛ لأن الأمان متحصل له بنفي العصيان عنه وهي أقل درجاته، وإنما الشرف في أن سلم اللّه عليه، وحياه في المواطن التي الإنسان فيها في غاية الضعف والحاجة وقلة الحيلة والفقر إلى اللّه تعالى عظيم الحول. قلت: وهذا قول حسن، وقد ذكرناه معناه عن سفيان بن عيينة في سورة {سبحان} [الإسراء: ١] عند قتل يحي. وذكر الطبري عن الحسن أن عيسى ويحيي التقيا - وهما ابنا الخالة - فقال يحيى لعيسى: ادع اللّه لي فأنت خير مني؛ فقال له عيسى: بل أنت ادع اللّه لي فأنت خير مني؛ سلم اللّه عليك وأنا سلمت على نفسي؛ فانتزع بعض العلماء من هذه الآية في التسليم فضل عيسى؛ بأن قال: إدلاله التسليم على نفسه ومكانته من اللّه تعالى التي اقتضت ذلك حين قرر وحكى في محكم التنزيل أعظم في المنزلة من أن يسلم عليه. قال ابن عطية: ولكل وجه. |
﴿ ١٥ ﴾