|
٧ قوله تعالى: {ذلك بأن اللّه هو الحق} لما ذكر افتقار الموجودات إليه وتسخيرها على وفق اقتداره واختياره في قوله: {يا أيها الناس إن كنتم في ريب من البعث - إلى قوله - بهيج}. قال بعد ذلك: {ذلك بأن اللّه هو الحق وأنه يحيي الموتى وأنه على كل شيء قدير. وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأن اللّه يبعث من في القبور}. فنبه سبحانه وتعالى بهذا على أن كل ما سواه وإن كان موجودا حقا فإنه لا حقيقة له من نفسه؛ لأنه مسخر مصرف. والحق الحقيقي: هو الموجود المطلق الغني المطلق؛ وأن وجود كل ذي وجود عن وجوب وجوده؛ ولهذا قال في آخر السورة: {وأن ما يدعون من دونه هو الباطل} [الحج: ٦٢]. والحق الموجود الثابت الذي لا يتغير ولا يزول، وهو اللّه تعالى. وقيل: ذو الحق على عباده. وقيل: الحق بمعنى في أفعاله. وقال الزجاج: {ذلك} في موضع رفع؛ أي الأمر ما وصف لكم وبين. {بأن اللّه هو الحق} أي لأن اللّه هو الحق. وقال: ويجوز أن يكون {ذلك} نصبا؛ أي فعل اللّه ذلك بأنه هو الحق. {وأنه يحيي الموتى} أي بأنه {وأنه على كل شيء قدير} أي وبأنه قادر على ما أراد. {وأن الساعة آتية} عطف على قوله: {ذلك بأن اللّه هو الحق} من حيث اللفظ، وليس عطفا في المعنى؛ إذ لا يقال فعل اللّه ما ذكر بأن الساعة آتية، بل لابد من إضمار فعل يتضمنه؛ أي وليعلموا أن الساعة آتية {لا ريب فيها} أي لا شك. {وأن اللّه يبعث من في القبور} يريد للثواب والعقاب. |
﴿ ٧ ﴾