٧

قوله تعالى: {أم حسب الذين يعملون السيئات} أي الشرك.

{أن يسبقونا} أي يفوتونا ويعجزونا قبل أن نؤاخذهم بما يفعلون. قال ابن عباس: يريد الوليد بن المغيرة وأبا جهل والأسود والعاص بن هشام وشيبة وعتبة والوليد بن عتبة وعقبة بن أبي معيط وحنظلة بن أبي سفيان والعاص بن وائل.

{ساء ما يحكمون} أي بئس الحكم ما حكموا في صفات ربهم أنه مسبوق واللّه القادر على كل شيء و{ما} في موضع نصب بمعنى ساء شيئا أو حكما يحكمون ويجوز أن تكون {ما} في موضع رفع بمعنى ساء الشيء أو الحكم حكمهم وهذا قول الزجاج وقدرها ابن كيسان تقديرين آخرين خلاف ذينك: أحدهما: أن يكون موضع {ما يحكمون} بمنزلة شيء واحد كما تقول: أعجبني ما صنعت؛ أي صنيعك؛ فـ {ما} والفعل مصدر في موضع رفع التقدير؛ ساء حكمهم والتقدير الآخر أن تكون {ما} لا موضع لها من الإعراب وقد قامت مقام الاسم لساء وكذلك نعم وبئس قال أبو الحسن بن كيسان: وأنا أختار أن أجعل لـ {ما} موضعا في كل ما أقدر عليه؛ نحو قوله عز وجل:

{فبما رحمة من اللّه} [آل عمران: ١٥٩] وكذا

{فبما نقضهم} [المائدة: ١٣] وكذا

{أيما الأجلين قضيت} [القصص: ٢٨] {ما} في موضع خفض في هذا كله وما بعده تابع لها وكذا؛

{إن اللّه لا يستحيي أن يضرب مثلا ما بعوضة} [البقرة: ٢٦] {ما} في موضع نصب و{بعوضة} تابع لها.

قوله تعالى: {من كان يرجو لقاء اللّه فإن أجل اللّه لآت} {يرجو} بمعنى يخاف من قول الهذلي في وصف عسال:

إذا لسعته النحل لم يرج لسعها

وأجمع أهل التفسير على أن المعنى: من كان يخاف الموت فليعمل عملا صالحا فإنه لا بد أن يأتيه؛ ذكره النحاس قال الزجاج: معنى

{يرجو لقاء اللّه} ثواب اللّه و{من} في موضع رفع بالابتداء و{كان} في موضع الخبر وهي في موضع جزم بالشرط و{يرجو} في موضع خبر كان والمجازاة {فإن أجل اللّه لآت} {وهو السميع العليم}.

قوله تعالى: {ومن جاهد فإنما يجاهد لنفسه} أي ومن جاهد في الدين وصبر على قتال الكفار وأعمال الطاعات فإنما يسعى لنفسه؛ أي ثواب ذلك كله له؛ ولا يرجع إلى اللّه نفع من ذلك. {إن اللّه لغني عن العالمين} أي عن أعمالهم

وقيل: المعنى؛ من جاهد عدوه لنفسه لا يريد وجه اللّه فليس للّه حاجة بجهاده

قوله تعالى: {والذين آمنوا وعملوا الصالحات} أي صدقوا

{لنكفرن عنهم سيئاتهم} أي لنغطينها عنهم بالمغفرة لهم

{ولنجزينهم أحسن الذي كانوا يعملون} أي بأحسن أعمالهم وهو الطاعات ثم قيل: يحتمل أن تكفر عنهم كل معصية عملوها في الشرك ويثابوا على ما عملوا من حسنة في الإسلام ويحتمل أن تكفر عنهم سيئاتهم في الكفر والإسلام ويثابوا على حسناتهم في الكفر والإسلام

﴿ ٧