١١

قوله تعالى: {ومن الناس من يقول آمنا باللّه} الآية نزلت في المنافقين كانوا يقولن آمنا باللّه

{فإذا أوذي في اللّه جعل فتنة الناس} أي أذاهم {كعذاب اللّه} في الآخرة فارتد عن إيمانه وقيل: جزع من ذلك كما يجزع من عذاب اللّه ولا يصبر على الأذية في اللّه

{ولئن جاء نصر من ربك} أي للمؤمنين {ليقولن} هؤلاء المرتدون

{إنا كنا معكم} وهم كاذبون فقال اللّه لهم:

{أو ليس اللّه بأعلم بما في صدور العالمين} يعني اللّه أعلم بما في صدورهم منهم بأنفسهم. وقال مجاهد:نزلت في ناس كانوا يؤمنون بألسنتهم فإذا أصابهم بلاء من اللّه أو مصيبة في أنفسهم افتتنوا وقال الضحاك: نزلت في ناس من المنافقين بمكة كانوا يؤمنون فإذا أوذوا رجعوا إلي الشرك وقال عكرمة: كان قوم قد أسلموا فأكرههم المشركون على الخروج معهم إلي بدر فقتل بعضهم فأنزل اللّه: {إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم} [النساء: ٩٧] فكتب بها المسلون من المدينة إلى المسلمين بمكة فخرجوا فلحقهم المشركون فافتتن بعضهم فنزلت هذه الآية فيهم

وقيل: نزلت في عياش بن أبي ربيعة أسلم وهاجر ثم أوذي وضرب فأرتد وإنما عذبه أبو جهل والحرث وكانا أخويه لأمه قال ابن عباس: ثم عاش بعد ذلك بدهر وحسن إسلامه

{وليعلمن اللّه الذين آمنوا وليعلمن المنافقين} قال قتادة: نزلت في القوم الذين ردهم المشركون إلي مكة

﴿ ١١