٥

قوله تعالى: {الم، تلك آيات الكتاب الحكيم} مضى الكلام في فواتح السور.

و{تلك} في موضع رفع على إضمار مبتدأ، أي هذه تلك. ويقال: {تيك آيات الكتاب الحكيم} بدلا من تلك. والكتاب: القرآن. والحكيم: المحكم؛ أي لا خلل فيه ولا تناقض.

وقيل ذو الحكمة

وقيل الحاكم {هدى ورحمة} بالنصب على الحال؛ مثل: {هذه ناقة اللّه لكم آية} [الأعراف: ٧٣] وهذه قراءة المدنيين وأبي عمرو وعاصم والكسائي. وقرأ حمزة: {هدى ورحمة} بالرفع، وهو من وجهين:

أحدهما: على إضمار مبتدأ؛ لأنه أول آية.

والأخر: أن يكون خبر {تلك}. والمحسن: الذي يعبد اللّه كأنه يراه، فإن لم يكن يراه فإنه يراه.

وقيل: هم المحسنون في الدين وهو الإسلام؛ قال اللّه تعالى: {ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه للّه} [النساء: ١٢٥] الآية. {الذين يقيمون الصلاة} في موضع الصفة، ويجوز الرفع على القطع بمعنى: هم الذين، والنصب بإضمار أعني. وقد مضى الكلام في هذه الآيات.

﴿ ٥