|
٢٦ قوله تعالى: {أفمن يتقي بوجهه سوء العذاب} قال عطاء وابن زيد: يرمى به مكتوفا في النار فأول شيء تمس منه النار وجهه. وقال مجاهد: يجر على وجهه في النار. وقال مقاتل: هو أن الكافر يرمى به في النار مغلولة يداه إلى عنقه، وفي عنقه صخرة عظيمة كالجبل العظيم من الكبريت، فتشتعل النار في الحجر وهو معلق في عنقه، فحرها ووهجها على وجهه؛ لا يطيق دفعها عن وجهه من أجل الأغلال. والخبر محذوف. قال الأخفش: أي {أفمن يتقي بوجهه سوء العذاب} أفضل أم من سعد، مثل: {أفمن يلقى في النار خير أمن يأتي آمنا يوم القيامة} {فصلت: ٤٠}. {وقيل للظالمين} أي وتقول الخزنة للكافرين {ذوقوا ما كنتم تكسبون} أي جزاء كسبكم من المعاصي. ومثله {هذا ما كنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون} {التوبة:٣٥}. قوله تعالى: {كذب الذين من قبلهم} أي كذب قبلهم أقوام كانوا أشد من هؤلاء بطشا وأكثر أموالا وأولادا وأوسع عيشا، فأهلكتهم كثمود وعاد. {فأتاهم العذاب من حيث لا يشعرون. فأذاقهم اللّه الخزي في الحياة الدنيا} تقدم معناه. وقال المبرد: يقال لكل ما نال الجارحة من شيء قد ذاقته، أي وصل إليها كما تصل الحلاوة والمرارة إلى الذائق لهما. قال: والخزي من المكروه والخزاية من الاستحياء {ولعذاب الآخرة أكبر} أي مما أصابهم في الدنيا {لو كانوا يعلمون}. |
﴿ ٢٦ ﴾