|
٤٥ قوله تعالى: {أم اتخذوا من دون اللّه شفعاء} أي بل اتخذوا يعني الأصنام وفي الكلام ما يتضمن لم؛ أي {إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون} لم يتفكروا ولكنهم اتخذوا آلهتهم شفعاء. {قل أولو كانوا لا يملكون شيئا} أي قل لهم يا محمد أتتخذونهم شفعاء وإن كانوا لا يملكون شيئا من الشفاعة {ولا يعقلون} لأنها جمادات. وهذا استفهام إنكار. {قل للّه الشفاعة جميعا} نص في أن الشفاعة للّه وحده كما قال: {من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه} {البقرة: ٢٥٥} فلا شافع إلا من شفاعته {ولا يشفعون إلا لمن ارتضى} {الأنبياء: ٢٨}. {جميعا} نصب على الحال. فإن قيل: {جميعا} إنما يكون للاثنين فصاعدا والشفاعة واحدة. فالجواب أن الشفاعة مصدر والمصدر يؤدي عن الاثنين والجميع: {له ملك السماوات والأرض ثم إليه ترجعون}. قوله تعالى: {وإذا ذكر اللّه وحده} نصب على المصدر عند الخليل وسيبويه، وعلى الحال عند يونس. {اشمأزت} قال المبرد: انقبضت. وهو قول ابن عباس ومجاهد. وقال قتادة: نفرت واستكبرت وكفرت وتعصت. وقال المؤرج أنكرت. وأصل الاشمئزاز النفور والازورار. قال عمرو بن كلثوم: إذا عض الثقاف بها اشمأزت وولتهم عشوزنة زبونا وقال أبو زيد: اشمأز الرجل ذعر من الفزع وهو المذعور. وكان المشركون إذا قيل لهم {لا إله إلا اللّه} نفروا وكفروا. {وإذا ذكر الذين من دونه} يعني الأوثان حين ألقى الشيطان في أمنية النبي صلى اللّه عليه وسلم عند قرأءته سورة {النجم} تلك الغرانيق العلى وإن شفاعتهم ترتجى. قاله جماعة المفسرين. {إذا هم يستبشرون} أي يظهر في وجوههم البشر والسرور. |
﴿ ٤٥ ﴾