|
٤٨ قوله تعالى: {قل اللّهم فاطر السماوات والأرض} نصب لأنه نداء مضاف وكذا {عالم الغيب} ولا يجوز عند سيبويه أن يكون نعتا. {أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون} وفي صحيح مسلم عن أبي سلمة بن عبدالرحمن بن عوف قال: سألت عائشة رضي اللّه عنها بأي شيء كان النبي صلى اللّه عليه وسلم يستفتح صلاته إذا قام من الليل؟ قالت: كان إذا قام من الليل افتتح صلاته (اللّهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل {فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون} اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم) ولما بلغ الربيع بن خيثم قتل الحسين بن علي رضي اللّه عنهم قرأ: {قل اللّهم فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون}. وقال سعيد بن جبير: إني لأعرف آية ما قرأها أحد قط فسأل اللّه شيئا إلا أعطاه إياه، قوله تعالى: {قل اللّهم فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون}. قوله تعالى: {ولو أن للذين ظلموا} أي كذبوا وأشركوا {ما في الأرض جميعا ومثله معه لافتدوا به من سوء العذاب يوم القيامة} أي من سوء عذاب ذلك اليوم. وقد مضى هذا في سورة {آل عمران} و {الرعد}. {وبدا لهم من اللّه ما لم يكونوا يحتسبون} من أجل ما روي فيه ما رواه منصور عن مجاهد قال: عملوا أعمالا توهموا أنها حسنات فإذا هي سيئات. وقاله السدي. وقيل: عملوا أعمالا توهموا أنهم يتوبون منها قبل الموت فأدركهم الموت قبل أن يتوبوا، وقد كانوا ظنوا أنهم ينجون بالتوبة. ويجوز أن يكونوا توهموا أنه يغفر لهم من غير توبة فـ {بدا لهم من اللّه ما لم يكونوا يحتسبون} من دخول النار. وقال سفيان الثوري في هذه الآية: ويل لأهل الرياء ويل لأهل الرياء هذه آيتهم وقصتهم. وقال عكرمة بن عمار: جزع محمد بن المنكدر عند موته جزعا شديدا، فقيل له: ما هذا الجزع؟ قال: أخاف آية من كتاب اللّه {وبدا لهم من اللّه ما لم يكونوا يحتسبون} فأنا أخشى أن يبدو لي ما لم أكن أحتسب. {وبدا لهم} أي ظهر لهم {سيئات ما كسبوا} أي عقاب ما كسبوا من الكفر والمعاصي. {وحاق بهم} أي أحاط بهم ونزل {ما كانوا به يستهزئون}. |
﴿ ٤٨ ﴾