٨

قوله تعالى: {وكم أرسلنا من نبي في الأولين} {كم} هنا خبرية والمراد بها التكثير؛ والمعنى ما أكثر ما أرسلنا من الأنبياء. كما قال: {كم تركوا من جنات وعيون} {الدخان: ٢٥} أي ما أكثر ما تركوا.

{وما يأتيهم من نبي} أي لم يكن يأتيهم نبي {

إلا كانوا به يستهزؤون} كاستهزاء قومك بك. يعزي نبيه محمدا صلى اللّه عليه وسلم ويسليه.

{فأهلكنا أشد منهم بطشا} أي قوما أشد منهم قوة. والكناية في {منهم} ترجع إلى المشركين المخاطبين بقوله: {أفنضرب عنكم الذكر صفحا} فكنى عنهم بعد أن خاطبهم. و {أشد} نصب على الحال.

وقيل: هو مفعول؛ أي فقد أهلكنا أقوى من هؤلاء المشركين في أبدانهم وأتباعهم.

{ومضى مثل الأولين} أي عقوبتهم؛ عن قتادة

وقيل: صفحة الأولين؛ فخبرهم بأنهم أهلكوا على كفرهم؛ حكاه النقاش والمهدوي. والمثل: الوصف والخبر.

﴿ ٨