|
٦ قوله تعالى: {أمرا من عندنا} قال النقاش: الأمر هو القرآن أنزله اللّه من عنده. وقال ابن عيسى: هو ما قضاه اللّه في الليلة المباركة من أحوال عباده. وهو مصدر في موضع الحال. وكذلك {رحمة ربك} وهما عند الأخفش حالان؛ تقديرهما: أنزلناه آمرين به وراحمين. المبرد: {أمرا} في موضع المصدر، والتقدير: أنزلناه إنزالا. الفراء والزجاج: {أمرا} نصب ن {يفرق}، مثل قولك {يفرق فرقا} فأمر بمعنى فرق فهو مصدر، مثل قولك: يضرب ضربا. وقيل: {يفرق} يدل على يؤمر، فهو مصدر عمل فيه ما قبله. {إنا كنا مرسلين. رحمة من ربك} قال الفراء {رحمة} مفعول بـ {مرسلين}. والرحمة النبي صلى اللّه عليه وسلم. وقال الزجاج: {رحمة} مفعول من أجله؛ أي أرسلناه للرحمة. وقيل: هي بدل من قول. {أمرا} وقيل: هي مصدر. الزمخشري: {أمرا} نصب على الاختصاص، جعل كل أمر جزلا فخما بأن وصفه بالحكيم، ثم زاده جزالة وكسبه فخامة بأن قال: أعنى بهذا الأمر أمرا حاصلا من عندنا، كائنا من لدنا، وكما اقتضاه علمنا وتدبيرنا. وفي قراءة زيد بن علي {أمر من عندنا} على هو أمر، وهي تنصر انتصابه على الاختصاص. وقرأ الحسن {رحمة} على تلك هي رحمة، وهي تنصر انتصابها بأنه مفعول له. |
﴿ ٦ ﴾