٨

قوله تعالى: {ويل لكل أفاك أثيم} {ويل} واد في جهنم. توعد من ترك الاستدلال بآياته. والأفاك: الكذاب. والإفك الكذب.

{أثيم} أي مرتكب للإثم. والمراد فيما روي: النضر بن الحارث وعن ابن عباس أنه الحارث بن كلدة. وحكى الثعلبي أنه أبو جهل وأصحابه.

{يسمع آيات اللّه تتلى عليه} يعني آيات القرآن.

{ثم يصر مستكبرا كأن لم يسمعها} أي يتمادى على كفره متعظما في نفسه عن الانقياد مأخوذ من صر الصرة إذا شدها. قال معناه ابن عباس وغيره.

وقيل: أصله من إصرار الحمار على العانة وهو أن ينحني عليها صارا أذنيه. و {أن} من {كان} مخففة من الثقيلة؛ كأنه لم يسمعها، والضمير ضمير الشأن؛ كما في قوله:

كأن ظبية تعطو إلى ناضر السلم

ومحل الجملة النصب، أي يصر مثل غير السامع. وقد تقدم في أول {لقمان} القول في هذه الآية. وتقدم معنى {فبشره بعذاب أليم} في {البقرة}

﴿ ٨