|
٩ قوله تعالى: {إنا أرسلناك شاهدا} قال قتادة: على أمتك بالبلاغ. وقيل: شاهدا عليهم بأعمالهم من طاعة أو معصية. وقيل: مبينا لهم ما أرسلناك به إليهم. وقيل: شاهدا عليهم يوم القيامة. فهو شاهد أفعالهم اليوم، والشهيد عليهم يوم القيامة. وقد مضى في {النساء} عن سعيد بن جبير هذا المعنى مبينا. {ومبشرا} لمن أطاعه بالجنة. {ونذيرا} من النار لمن عصى، قاله قتادة وغيره. وقد مضى في {البقرة} اشتقاق البشارة والنذارة ومعناهما. وانتصب {شاهدا ومبشرا ونذيرا} على الحال المقدرة. حكى سيبويه: مررت برجل معه صقر صائدا به غدا، فالمعنى: إنا أرسلناك مقدرين بشهادتك يوم القيامة. وعلى هذا تقول: رأيت عمرا قائما غدا. قوله تعالى: {لتؤمنوا باللّه ورسوله} قرأ ابن كثير وابن محيصن وأبو عمرو {ليؤمنوا} بالياء، وكذلك {يعزروه ويوقروه ويسبحوه} كله بالياء على الخبر. واختاره أبو عبيد لذكر المؤمنين قبله وبعده، فأما قبله فقوله: {ليدخل} وأما بعده فقوله: {إن الذين يبايعونك} {الفتح: ١٠} الباقون بالتاء على الخطاب، واختاره أبو حاتم. {وتعزروه} أي تعظموه وتفخموه، قاله الحسن والكلبي، والتعزيز: التعظيم والتوقير. وقال قتادة: تنصروه وتمنعوا منه. ومنه التعزير في الحد. لأنه مانع. قال القطامي:ألا بكرت مي بغير سفاهة تعاتب والمودود ينفعه العزروقال ابن عباس وعكرمة: تقاتلون معه بالسيف. وقال بعض أهل اللغة: تطيعوه. {وتوقروه} أي تسودوه، قاله السدي. وقيل تعظموه. والتوقير: التعظيم والترزين أيضا. والهاء فيهما للنبي صلى اللّه عليه وسلم. وهنا وقف تام، ثم تبتدئ {وتسبحوه} أي تسبحوا اللّه {بكرة وأصيلا} أي عشيا. وقيل: الضمائر كلها للّه تعالى، فعلى هذا يكون تأويل {تعزروه وتوقروه} أي تثبتوا له صحة الربوبية وتنفوا عنه أن يكون له ولد أو شريك. واختار هذا القول القشيري. والأول قول الضحاك، وعليه يكون بعض الكلام راجعا إلى اللّه سبحانه وتعالى وهو {وتسبحوه} من غير خلاف. وبعضه راجعا إلى رسول صلى اللّه عليه وسلم وهو {وتعزروه وتوقروه} أي تدعوه بالرسالة والنبوة لا بالاسم والكنية. وفي {تسبحوه} وجهان: تسبيحه بالتنزيه له سبحانه من كل قبيح. والثاني: هو فعل الصلاة التي فيها التسبيح. {بكرة وأصيلا} أي غدوة وعشيا. وقد مضى القول فيه. وقال الشاعر: لعمري لأنت البيت أكرم أهله وأجلس في أفيائه بالأصائل |
﴿ ٩ ﴾