|
٣ قوله تعالى: {سبح للّه ما في السماوات والأرض} أي مجد اللّه ونزهه عن السوء. وقال ابن عباس: صلى للّه {ما في السموات} ممن خلق من الملائكة {والأرض} من شيء فيه روح أولا روح فيه. وقيل: هو تسبيح الدلالة. وأنكر الزجاج هذا وقال: لو كان هذا تسبيح الدلالة وظهور آثار الصنعة لكانت مفهومة، فلم قال: {ولكن لا تفقهون تسبيحهم} {الإسراء: ٤٤} وإنما هو تسبيح مقال. واستدل ب قوله تعالى: {وسخرنا مع داود الجبال يسبحن} {الأنبياء: ٧٩} فلو كان هذا تسبيح دلالة فأي تخصيص لداود ؟! قلت: وما ذكره هو الصحيح، وقد مضى بيانه والقول فيه في {الإسراء} عند قوله تعالى: {وإن من شيء إلا يسبح بحمده} {الإسراء: ٤٤} {وهو العزيز الحكيم}. قوله تعالى: {له ملك السماوات والأرض} أي أنفرد بذلك. والملك عبارة عن الملك ونفوذ الأمر فهو سبحانه الملك القادر القاهر. وقيل: أراد خزائن المطرو النبات وسائر الرزق. {يحي ويميت} يميت الأحياء في الدنيا ويحي الأموات للبعث. وقيل: يحيي النطف وهي موات وحيث الأحياء. وموضع {يحيي ويميت} رفع على معنى وهو يحي ويميت. ويجوز أن يكون نصبا بمعنى {له ملك السموات والأرض} محييا ومميتا على الحال من المجرور في {له} والجار عاملا فيها. {وهو على كل شيء قدير} أي هو اللّه لا يعجزه شيء. قوله تعالى: {هو الأول والآخر والظاهر والباطن} اختلف في معاني هذه الأسماء وقد بيناها في الكتاب الأسنى. وقد شرحها رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم شرحا يغني عن قول كل قائل، فقال في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة: {اللّهم أنت الأول فليس قبلك شيء وأنت الآخر فليس بعدك شيء وأنت الظاهر فليس فوقك شيء وأنت الباطن فليس دونك شيء اقض عنا الدين وأغننا من الفقر} عنى بالظاهر الغالب، وبالباطن العالم، واللّه أعلم. {وهو بكل شيء عليم} بما كان أو يكون فلا يخفى عليه شيء. |
﴿ ٣ ﴾