٦

قوله تعالى: {إن الذين يحادون اللّه ورسوله} لما ذكر المؤمنين الواقفين عند حدوده ذكر المحادين المخالفين لها. والمحادة المعاداة والمخالفة في الحدود، وهو مثل قوله تعالى: {ذلك بأنهم شاقوا اللّه ورسوله} {الأنفال: ١٣}.

وقيل: {يحادون اللّه} أي أولياء اللّه كما في الخبر: {من أهان لي وليا فقد بارزني بالمحاربة}. وقال الزجاج: المحادة أن تكون في حد يخالف حد صاحبك. وأصلها الممانعة، ومنه الحديد، ومنه الحداد للبواب. {كبتوا} قال أبو عبيدة والأخفش: أهلكوا. وقال قتادة: اخزوا كما أخزي الذين من قبلهم. وقال ابن زيد: عذبوا. وقال السدي: لعنوا. وقال الفراء: غيظوا يوم الخندق.

وقيل: يوم بدر. والمراد المشركون.

وقيل: المنافقون. {كما كبت الذين من قبلهم} قيل: {كبتوا} أي سيكبتون، وهو بشارة من اللّه تعالى للمؤمنين بالنصر، وأخرج الكلام بلفظ الماضي تقريبا للمخبر عنه.

وقيل: هي بلغة مدحج.

{وقد أنزلنا آيات بينات} فيمن حاد اللّه ورسوله من الذين من قبلهم فيما فعلنا بهم. {واللّه على كل شيء شهيد}.

قوله تعالى: {يوم} نصب بـ {عذاب مهين} أو بفعل مضمر تقديره واذكر تعظيما لليوم. {يبعثهم اللّه جميعا} أي الرجال والنساء يبعثهم من قبورهم في حالة واحدة {فينبئهم} أي يخبرهم {بما عملوا} في الدنيا {أحصاه اللّه} عليهم في صحائف أعمالهم {ونسوه} هم حتى ذكرهم به في صحائفهم ليكون أبلغ في الحجة عليهم. {واللّه على كل شيء شهيد} مطلع وناظر لا يخفى عليه شيء.

﴿ ٦